

سي إن إن تنتقد خطة ترامب الأمنية في واشنطن: "حيلة سياسية قد تتحول إلى سيناريو قاتم"

انتقدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر قوات الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، ووصفت الخطوة بأنها "حيلة سياسية" قد تحمل أبعادًا أكثر قتامة.
وكان ترامب قد شن هجومًا على الوضع الأمني في واشنطن، معتبرًا أن "معدل جرائم القتل في العاصمة أصبح أعلى من بوجوتا في كولومبيا، ومن مكسيكو سيتي، فضلًا عن تضاعف عدد سرقات السيارات خلال السنوات الخمس الماضية، وارتفاع عمليات خطف السيارات أكثر من ثلاثة أضعاف".
وبحسب تقرير الشبكة، فإن ترامب أعاد خلال ولايته الثانية رسم صورة قاتمة لواشنطن باعتبارها مدينة موبوءة بالجريمة، مبررًا بذلك فرض سيطرته الفيدرالية الطارئة على العاصمة وقسم شرطة مقاطعة كولومبيا، وأمره بانتشار الحرس الوطني في الشوارع.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: "عاصمتنا اجتاحتها العصابات العنيفة والمجرمون المتعطشون للدماء، والحشود المتجولة من الشباب المتهور، ومدمنو المخدرات، والمشردون".
لكن "سي إن إن" أشارت إلى أن البيانات الرسمية تناقض رواية ترامب، إذ شهدت واشنطن تراجعًا في معدلات الجريمة العنيفة، بما في ذلك السطو على السيارات وجرائم الأسلحة والقتل، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ 30 عامًا، بحسب ما أكدته رئيسة البلدية موريل باوزر.
وأضاف التقرير أن الفجوة بين خطاب ترامب المبالغ فيه والواقع الميداني تقوض مزاعمه حول وجود "أزمة أمنية"، مشيرة إلى أن الرئيس دأب على استخدام العاصمة كمنصة للاستعراض السياسي والعسكري.
كما أوضحت الشبكة أن إعلان حالة الطوارئ في واشنطن ليس الأول من نوعه لترامب، إذ سبق أن أعلن هذا العام حالات طوارئ وطنية في مجالات الاقتصاد والطاقة والحدود، بهدف منح السلطة التنفيذية صلاحيات استثنائية، رغم أن الواقع لا يعكس وجود أزمات طارئة فعلية.
واعتبرت "سي إن إن" أن هذه الخطوة تمثل مناورة سياسية محسوبة، إذ يمكن لترامب اتهام معارضيه الديمقراطيين بالضعف أمام الجريمة، فيما يدرك أن القضية ترتبط بالعاطفة أكثر من الحقائق، ويستغلها بخطاب مثير للجدل لتعزيز موقفه السياسي.
